انا في الواقع من اشد المتعجبين و المستغربين من مواقف السيد المرزوقي الذي اجده لا يستوعب دروس الانتخابات التشريعية جيدا رغم وضوحها و لا يريد فهم الرسالة البليغة التي ارادت اغلبية التوانسة ايصالها له ..فالرجل بقي و لا زال على راس الدولة لمدة تجاوزت الثلاث سنوات بفضل تحالفه مع حركة النهضة و اقتسامه للسلطة معها ..و في عهده عرفت تونس احلك فترات الفشل في تاريخها : اقتصاد منهار ...ارهاب و سلاح ..تهريب ..اجرام و مخدرات ..ثم تجري انتخابات تشريعية تلقى من خلالها حزبه صفعة مثلت رسالة قوية اليه من الشعب مفادها ان تحالفه حزبيا مع النهضة يعني مشاركته لها في مسؤولية الفشل عن كامل فترة حكم الترويكا بقيادة الفاشلين النهضاويين الجبالي و العريض ...و مع ذلك و عوض تحمل المسؤولية السياسية و العدول عن الترشح و الاذعان لراي الشعب في حزبه على شاكلة ما يحدث في سائر الديمقراطيات المحترمة , مضى يتجرا على تجاهل الرسالة الشعبية و الاصرار على مواصلة الترشح لللانتخابات الرئاسية معولا في ذلك على "شعب النهضة" مثلما صرح به في حديث الصراحة مع الصحفي سمير الوافي..متحديا بذلك باقي عموم شعب تونس و هو الاغلبية ...رغم يقينه بان النهضة , اذا ساندته فهي فهي تفعل ذلك ليس حبا فيه و عشقا لسواد عينيه ..., هي تفعل ذلك فقط لغاية في نفس يعقوب ...لاستعماله لتدارك فشلها في الانتخابات التشريعية و خلق توازن في السلط مع كتلة النداء و من معها من باقي الاحزاب الديمقراطية المهيمنة على مجلس النواب ...و هو بذلك سوف يعود عن طواعية الى دور (..) الذي حذقه و اشتهر به طيلة فترة حكم الترويكا ...لكن يقيني ان الشعب التونسي الذكي سوف يكرر توجيه نفس الرسالة في الانتخابات الرئاسية القادمة